الأحد، 3 مارس 2013

لافتات السادة المسؤولين


علي فاهم
في عراق ما بعد التغيير وبعد ان تكسر كرسي الدكتاتورية وانهارت السلطات المتوحدة في شخص القائد الضرورة وظهور التعددية والتكاثرية والتولدية في الكراسي والمناصب والمسؤوليات و الامتيازات طفحت على جدران و حيطان شوارعنا ( التي تعاني من عدم وجود الحفر والطسات فيها ) ظاهرة جديدة لم يألفها العراقيون من قبل فقد جاءت متزامنة مع ظهور جيل جديد من السادة المسؤولين يتميزون بخدماتهم التي أغرقت العراقيين حتى قمم رؤوسهم وأزكمت أنوفهم روائح الهدايا المسلفنة للمنجزات المتعفنة من كثرتها , ولان العراقيين لم يتعودوا على هذه الخدمات التي لم يصل اليها كل البلدان المجاورة وغير المجاورة فهي خدمات عابرة للقارات وللمحيطات حتى جعلت سكان أوربا وأمريكا يحسدوننا عليها ويتمنون علينا أن نعيرهم مسؤولينا لبعض الوقت على نحو الاعارة لموسم واحد قابل للتجديد ليتذوقوا طعم النعمة التي نعيشها وننعم بظلالها, إنها ظاهرة لافتات الشكر والحمد و الممنونية للسيد المسؤول الذي تفضل علينا بتقديم الخدمات فهنا شارع تبلط ( ولله الحمد ) وهناك عمود نصب !!!!! وهناك حفرة طمرت ؟؟ حفرها مسؤول سابق !!! فغزت لافتات الشكر والحمد للمسؤول والوزير والبرلماني والمدير وعضو .... كل جدران عراقنا البائسة, و رغم أن اللافتة ذيلت بتوقيع (مجموعة من المواطنين ) الا أن هناك إشاعات تقول أن من يرفع هذه اللافتات هو المسؤول (المشكور ) نفسه أو شخص تابع له و لكن طبعاً لا يجب أن نصدق كل ما يقال و خاصة الاشاعات المغرضة التي تحاول المساس بالسادة المسؤولين ... ولكن بعض البطرانين كانوا يتساءلون عندما يقرأون مثل هذه اللافتات : اليس ما يقوم به هذا المسؤول هو واجبه ويتقاضى عليه رواتب ( دسمة ) وأرقام فلكية وأمتيازات كبيرة وما يقدمه السيد المسؤول ادام الله بقاءه في كرسيه ليس فضلاً منه أو منة ولكن كما قلنا هولاء من صنف البطرانين الذي يأبى الانقراض رغم عوامل البؤس المحيطة بهم , أو ربما أن العقلية العراقية تعودت تقديم الشكر لمن يقدم لهم اي شيء امتثالاً للاية الكريمة ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) فهذا الشكر هو طمع بالمزيد من الخدمات رغم أن الاية القرآنية أختصت بالله عز وجل ولكن البعض يؤمن بتعدد الارباب ووحدة الاله , و طبعاً ستزداد هذه الظاهرة في الايام القادمة لدخولنا معترك و حلبة الصراع الانتخابي فهناك الكثير من المشاريع أجل أفتتاحها لتتزامن مع قرب يوم الانتخابات ولتدخل في المزايدات ولافتات الشكر للمسؤولين جاهزة و مخطوطة و قابعة في الادراج تنتظر الفرج، والحيطان مهيأة تقول لها هيت لك فقد باتت جزء لا يتجزء من الحملات الانتخابية, وأخيراً أنا أنصح السادة المسؤولين في كل مكان ان يعلقوا لافتات يشكرون فيها المواطن لانه مازال يتنفس ... و دمتم سالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق