الخميس، 4 أبريل 2013

تركيا تغير مسار نهر دجلة من خلال أنفاق وصولاً لسد اليسو


بغداد- بلادي اليوم
كشفت لجنة الزراعة والمياه والاهوار في مجلس النواب عن وجود انحراف في مسار نهر دجلة في الاراضي التركية، مؤكدة ان النهر المذكور يسير من خلال انفاق هناك مما يعد مؤشرا خطيرا للبدء ببناء سد اليسو.
وقال عضو اللجنة النائب عن التحالف الوطني فؤاد الدوركي: ان الحكومة التركية قد تقدمت بطلب بناء سد اليسو ،مشيرا الى ان العراق لم يبلغ لحد الان عن اي تطور حول هذا الموضوع. وأضاف انه تم الحصول على صور حديثة للسد عبر موقع (google)، حيث أظهرت تلك الصور وجود انحراف في مسار نهر دجلة من خلال حفر انفاق، عادا مثل هذا الامر مؤشرا خطيرا لانه سوف يتم البدء ببناء هذا السد الذي سوف يستوعب 11 مليار متر مكعب، ويمكن ان يملأ خلال عامي 2013و2014.ولفت الدوركي الى انه في حال حصول مثل هذا الامر فسوف يؤثر قطعا على مناسيب المياه بحيث يؤدي الى انخفاض كمية المياه الواردة الى نهر دجلة الى نصف الكمية، وتأثيره على حياة النباتات والحيوانات ويتسبب بهجرة الفلاحين من اراضيهم ناهيك عن مشاكل التصحر وماشابه ذلك. وتابع الدوركي: هناك خطر اخر يتمثل ببناء تركيا لسدود اخرى يتم انشاؤها جنوب هذا السد والتي قد يصل عددها الى 22 سدا، وبالتالي لابد من ايقاف هذا الزحف التركي من التجاوز على المياه العراقية، منبها الى وجود مساعي من قبل الحكومة العراقية لمناقشة هذا الموضوع من خلال زيارة وفد مختص الى تركيا الاّ ان المسؤولين فيها رفضوا بحث اي موضوع يصب في هذا الاتجاه. ونوه الدوركي بان تركيا كانت قد بدات العمل بهذا المشروع منذ عام 2006 بعد ان حصلت على تمويل من بنوك سويسرا والنمسا والمانيا بيد أن منظمات مجتمع مدني تحركت في حينها لايقاف هذا المشروع، الا ان تركيا تحاول اعادة الكرة واقامة هذا السد ولديها بعض التحركات الميدانية لتجديد هذا الطموح الذي سيسبب ضررا كبيرا الى العراق.
ودعا الدوركي الحكومة العراقية الى الاتجاه لتوثيق اتفاقية عام 1997 التي تحدد العلاقة بين الدول المتشاطئة، اذ ان هنالك موافقات دولية لاكمال هذا المشروع وفق هذه الاتفاقية، منبها الى ان هذه الاتفاقية قد استكملت تقريبا تواقيع الدول ولم يبق سوى دولة واحدة ليتم المصادقة عليها وتكون نافذة.
وطالب بان يستخدم العراق اسلوب المقاطعة الاقتصادية لمواجهة الاتراك من خلال منع الاستثمار في البلد والذي بلغ بحدود 11 مليار دولار. وحذر من ان العراق سوف ينهب ماليا ولايستطيع مقابل ذلك الحفاظ حتى على مياه الشرب في المستقبل، لافتا الى ان الحكومة التركية لايمكن ان تجازف بانهيار العلاقات الاقتصادية الجيدة مع العراق.
كما ابدت لجنة الزراعة والمياه البرلمانية عدم تخوفها من إحتمالية حدوث فيضانات في الفترة المقبلة، مشيرة الى وجود مخاوف من حدوث جفاف بعد اقامة السد التركي الاخير. وقال عضو اللجنة هادي الياسري: ان السدود والاهوار العراقية لا تزال تتسع لمليارات الامتار المكعبة من المياه لذا فلا خوف من حدوث اي فيضانات في المستقبل، وتابع الياسري: ان المخاوف التي يجب ان تثار تتمثل في الخشية من حدوث جفاف في مصادر المياه بعد اقدام تركيا على اقامة سد لحجز مياه دجلة على بعد 28 كيلو متر من الحدود العراقية ما سيخفض من مناسيب المياه فيه الى 50 %. وطالب الحكومة العراقية ببذل مساع اكثر جدية في سبيل تطبيق الاتفاقيات الدولية في مجال المحاصصة المائية بين العراق وتركيا وايران حفاظا على صفة بلاد الرافدين التي لازمت العراق منذ اقدم العصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق