الاثنين، 10 يونيو 2013

اتحاد الشعوب العربية

كلمة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، هي الوحيدة بين كلمات الزعماء العرب التي حملت تأثيرات وتداعيات الربيع العربي، وخاصة الجزء المتعلق بالجامعة العربية، حينما أكد أن اسلوب عمل الجامعة الذي اعتادت عليه عقودا طوال، لم يعد يناسب الأمة، ولا يناسب شعوبها ... فهو يكرس أمراض الأنظمة، ويقعد بالامة عن تحقيق طموحاتها وأحلامها ... ولذا دعا المرزوقي الى اقامة اتحاد الشعوب العربية، ليقوم مقام الجامعة الكسيحة، على أن يصار الى انتخاب برلمان يمثل كافة شعوب الأمة، ثم حكومة تجسد وحدتها، وتطلعاتها، تقوم بسن التشريعات التي تجسد وتحافظ على امنها القومي، وترسم سياستها الخارجية، ووحدتها الاقتصادية والنقدية ... الخ، على غرار الاتحاد الاوروبي.
هذه الافكار بعيدة المنال كما قال ... ولكن أن يبدأ تطبيقها في اتحاد المغر ب العربي، أمر يدعو الى التفاؤل حيث من المقرران يصار الى اجتماع لهذا الاتحاد في تونس قريبا، لاقرار خمسة قضايا هامة تحكم عمل الاتحاد وترتقي به الى مرحلة متقدمة على طريق الاتحاد ومنها: حرية الانتقال للافراد ورأس المال وحرية الاقامة ... الخ، وهو ما بشكل اذا ما تحقق حجر الزاوية في اتحاد الشعوب العربية .
طروحات المرزوقي وان قابلها البعض بمط الشفاه، الا انها ستفرض نفسها ان عاجلا أو اجلا، اذا ما استمرت رياح الربيع العربي، في اجتياح كافة الاقطار العربية ... وهي قادمة لا محالة ... شاء من شاء، وأبى من أبى، لانها تمثل ارادة الشعوب العربية، “وطاقة الفرج” للخروج من عهود الظلم والقمع والعسف والفساد، الى عهود الديمقراطية والحرية والكرامة.
المرزوقي والذي اعلن في القمة، وبكل ثقة، انتهاء ثلاثية التوريث والتزييف والقمع، وولادة عصر جديد، وانسان عربي جديد، يبدو متفائلا بان التغيير قادم لا محالة، وان لا مناص امام الانظمة الا الاستجابة لارادة الشعوب في الحرية والكرامة وتداول السلطة، بعد أن وصلت الامة الى القاع، ويصح فيها مقولة “أمة سادت ثم بادت”...!!
وعودة الى القمة ... فرغم ان الربيع العربي تمثل في عامه الاول بسقوط اربعة حكام “مبارك، ابن علي، القذافي، وصالح” وشغور مقعد سوريا...! الا أن الانظمة الجديدة، ما عدا تونس لم تتمكن بعد من ترسيخ جذور الثورة، وخاصة في مصر، في ظل محاولة الاخوان الاستئثار بالسلطة . هذه الاوضاع غير المستقرة يجب ان لا تدفعنا الى التشاؤم ، فهذا هو حال الثورات عبر التاريخ، اذ لا بد من مرحلة انتقالية، تتضح فيها الامور، ويتم الحسم لقوى الثورة الحقيقية، بعد أن تتغلب على القوى المضادة، وعلى الانتهازيين والمتسلقيين.
باختصار ... متفائلون بمقترحات المرزوقي، لانها تمثل ثمرة طيبة من ثمار الربيع العربي، ومتأكدون بأن لا بد لرياح الربيع من ان تخفق في اروقة الجامعة، تسقط النمطية والاغصان الميتة، وتعيد بناءها من جديد، بروح جديدة، ومهام جديدة، تجسد الربيع العربي.
الدستور الاردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق