الاثنين، 28 مايو 2012

أغبى الكلمات تلك التي تقال ساعة غضب !


قاسم العجرش
مع أني وسواي من الذين تعودوا أن يكيلوا النصائح ـ ربما بحكم السن ـ متأكدين أن نصائحنا تذهب أدراج الرياح، لأن الذين قبلنا نصحونا مثلما ننصحكم الآن ولكننا لم نأخذ بنصائحهم مثلما ليس من المتوقع أن تأخذوا بنصائحنا! ومع أن كل معلم كسبان إلا معلم الرجال فإنه خسران، لكني ولأمر في نفس يعقوب يغلي في النفس كما القدر على النار يغلي! أمارس فضيلة النصيحة مع الساسة إبراء للذمة وتسويدا لبياض مساحة عمودي هذا..!! ولذا أقول للساسة الذين إمتهنوا السياسة وليس الذين إحترفوها، أقول لهم إذا كنت تبغي أن تكون سياسيا حقيقيا فيجب أن تتحلى بكم هائل من الواقعية، إذ يتعين أن يكون لطموحاتك سقف واقعي، فلا تتوقع مثلا أن تحلب ثورا أو أن تثمر لك نبتة الشوك التفاح!...وحاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها، كي لا يصدمك مستقبل التعامل معها!.. وعندما تدخل في خصام مع أحدهم.. لا تشتم والدته.. فأسوأ الأمهات في العالم لا تستحق الشتم، وهذا لا يعني أنني أدعوك لشتم والده طبعاً..! بمعنى أدق وأكثر وضوحا لا تستخف بعقائد الآخرين السياسية، فالناس يحبون عقائدهم كحبهم أمهاتهم، وما من عقيدة إلا وبها مثالب ومنها عقيدتك أنت!.. ولذلك أيضا حاول أن تجرب الصمت، أو على الأقل قلل أو قنن كلماتك عندما تغضب.. وحاول أن تسيطر على فمك، ولا تجعله هو الذي يسيطر عليك.. فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب هي كلمات غبيّة تودي بهبية!.. ولا تكن فاجراً في خصومتك فالنبلاء ينصفون حتى أعداءهم.. وكن صريحًا في تصريحاتك السياسية ولكن انتبه! لا تقطع الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة.. وبعض الناس وبغباء إحترافي يتباهون بأخطائهم! فإيّاك ثم إياك أن تتباهى بأخطائك أو تعتز بآثامك أو أن تفلسفها، فهي أخطاء وآثام ولن تكون غير ذلك!.. وفي موضوع الشرف أيها السياسي فإنه ليس في الجسد فقط، كما هو شائع في عقيدة السذج والبسطاء! الشرف في الكلمات والوعد والعمل وليس أواعدك بالوعد وأسقيك ياكمون!، ولا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر! أي بمعنى أوضح كن شريفا في ألأقوال والأفعال و... وكن شريفا في الأموال أيضا (مو ترهول عليهن).. وإذا أستطعت!ـ ولو أني أستبعد ذلك ـ كن شريفاً في كل أمور حياتك.. وحتى إذا كان جيبك ممتلئا عليك أن تؤمن بشيء، فالذين لا يؤمنون بشيء لا يمكنهم التصرف بما في جيوبهم بعقول خاوية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق