الأربعاء، 23 مايو 2012

امانة بغداد وعادة حليمة


امانة بغداد وعادة حليمة
طارق ماهر
يوم مثل امين بغداد السيد صابر العيساوي امام البرلمان أنقسم العراقيون الى خمسة اقسام، رأى الاول انها تصفية حسابات بين خصوم سياسيين تضاربت مصالحهم وتأثرت مغانمهم فنقلوا خلافهم الى ساحة مكشوفة ومبارزة معلنة، والقسم الثاني تحزب للأمين ورأى فيه مسؤولا عمل بجد واخلاص لم يساوم ولم يداهن ولم يرشي او يرتشي، فدفع ثمن هذه المبدئية محاكمة غير عادلة في ساحة البرلمان، في حين رأى فيه القسم الثالث ان الرجل مسؤول من زمن المحاصصة والفساد الاداري فهدرت في زمن مسؤوليته الاموال واختفت الخدمات ولحق بالمواطنين جراء تسنمه هذه المسؤولية حيفا كبيرا، لذا يجب محاسبته واستبداله بمسؤول افضل منه، اما القسم الرابع فقد وقف على التل وتفرج على مسرحية من الزمن الديمقراطي تجري فصولها في مجلس النواب غير مهتم بان تكون النهاية سعيدة او بموت البطل او اقصاؤه، القسم الخامس والاخير وهو السواد الاكبر من سكان احياء بغداد فقد تنازعتهم عوامل شتى وامنيات لا حصر لها ممزوجة بعدم ثقة أتت من خلال التجارب مع وزراء ومسؤولين كبار أتهموا بالتقصير وأدين بعضهم وهرب بعضا اخر، لكن لم يحدث ان تعرض احدهم لعقوبة مهما كان نوعها، لذا كان اقصى ما يتمناها سكان أحياء بغداد من مثول أمين عاصمتهم امام البرلمان ان يحفز فيه وفي جهاز الامانة الاداري والخدمي روح الاحساس بمعاناة البغداديين وخصوصا سكان الاحياء الفقيرة ويقدم لهم الخدمات الضرورية جدا والتي بمقدور الامانة تقديمها وهي كثيرة يعرفها الناس كما يعرفها الامين، ولا اقصد هنا الحملات المستمرة على تغيير الارصفة وترقيع الشوارع، لكن هذا لم يحصل وبقي الحال على ما هو عليه وكأن المثول امام البرلمان جواز مرور لمواصلة العمل بنفس الوتيرة السابقة او بالأدق عودة حليمة الى عادتها القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق