الخميس، 14 مارس 2013

روسيا وأمريكا .. والحل البطيء ..!


إلى الآن أبعد خطوة باتجاه الحل السلمي هو ما أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم من موسكو، عن استعداد الحكومة السورية للجلوس على طاولة الحوار حتى مع المسلحين الذين يضعون السلاح وينشدون الحوار. طبعاً يأتي ذلك في إطار المبادرة الأساسية للرئيس بشار الأسد.
من الواضح أن طرف الحكومة مجمع على قبوله بالحوار المتساوي المتكافئ مع كل أطياف المعارضة بما فيها المسلحة. أما المعارضات فهي إلى الآن فاشلة في إقامة الحوار بينها، وضمنها أيضاً. هذا ليس استنتاجاً، بل هو ما تعلنه أطراف المعارضة، التي تبدو هيئة التنسيق حتى اليوم أكثرها تماسكاً وقدرة على الحوار ورغبة فيه. فالخلافات بين أطراف ائتلاف الدوحة تعلن عن نفسها دائماً حتى إن هذا الائتلاف قلما يظهر ائتلافاً بين فرقائه وأشخاصه.‏
أما عن علاقات أطراف المعارضة بين بعضها فهي من شدة تفرقها نكاد لا نستطيع التعرف عليها، والطريف أن كل منها يعتبر نفسه ممثلاً للشعب السوري، الممثل الوحيد بالنسبة للائتلاف، ضارباً بعرض الحائط كل فصائل المعارضة الأخرى في الداخل والخارج وبالموالاة وكل من معها !!!‏
المعارضات السورية إلى الآن عاجزة عن إقامة الحوار فيما بينها، فدعوني أسأل : كيف ستقيم حواراً مع الحكومة ؟! وقبل ذلك كيف ستيسر أمر وقف السلاح لإتاحة الفرصة للحوار ؟!‏
أعني من ذلك كله أنه ورغم تفاؤل السيد هيثم مناع بإمكانيات الحوار، لا توجد مبررات كافية لهذا التفاؤل، وأقرب لمنطق الحوار السياسي المنتج، ذاك الذي تعد له الحكومة اليوم.‏
لماذا ...؟‏
لآن كثيراً من هذه الفصائل لا تُغنّي من رأسها، ولنتذكر كيف نشأ الائتلاف ومن وصفه بممثل الشعب السوري والممثل الوحيد أحياناً. الائتلاف ومن معه راهنوا منذ اليوم الأول للأحداث على الخارج والعمل المسلح وصولاً إلى دعوة القوى الخارجية للتدخل العسكري في سورية وضرب جيشها! وإلى اليوم لا يرون حلاً إلا برحيل القيادة الحكومية وتسليم السلطة لهم حصراً أو بالحسم العسكري.‏
الحل السياسي يحرج أكثر الذين دعموا استخدام السلاح ودفعوا من أجله الكثير. وهم على التوالي قطر – تركيا – السعودية – ثم الاتحاد الأوروبي أو بالأحرى بعض دوله الاستعمارية ومن يقف في صفهم. هذا السبب الرئيس الآخر لانتظار الحل من تفاهم روسي - أميركي. روسيا تريد هذا الحل وتراه يخدم مصالحها، وأميركا لا تعاني كثيراً من منعكساته عليها، رغم سعادتها بما يجري من تدمير لسورية خدمة لمنظورها حول أمن إسرائيل. فهي أولاً لم تتورط مباشرة لا في السلاح ولا في التمويل، رغم وعد جون كيري للمعارضة بـ 60 مليون دولار نعتقد سيطول الزمن قبل وصولها. وهي ثانياً لا تخشى كثيراً من عودة المسلحين الإرهابيين إليها في حالة عودة السلام والاستقرار لسورية.‏
لذلك يطل التفاؤل على المتفائلين من البوابة الروسية - الأميركية حيث الدولتان الأقوى، وحيث قدرة الأمر والمنع والردع لأميركا على كل الداعمين للعمل المسلح. ‏مهما حللنا واستنتجنا لا تبدو فرص الحل والسلام ووقف العنف قريبة اليوم. لكن لابد من التفاؤل بشكل ما.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق