السبت، 16 مارس 2013

تعذيب حتى القهر


لا نحسب أن هناك تقريرا صادما، كالتقرير الذي نشرته “الدستور” في “12الجاري” حول تعذيب الاطفال الفلسطينيين في سجون ومعتقلات وزنازين العدو الصهيوني.
صحيح أن تنكيل العدو بالأسرى وبالشعب الفلسطيني ليس أمراً مفاجئا، ولكن التعذيب والتنكيل بالاطفال حتى القهر، والتسبب بعاهات دائمة ، يثير الفزع والرعب، ويضعنا في مواجهة كيان عنصري ارهابي يتفوق على النازية والفاشية في جرائمه العنصرية.
التقرير يسلط الضوء على أنواع التعذيب، التي يقترفها جلاوزة العدو في سجن “هشارون” حيث يعتقل “321” طفلا وطفلة، وجميعهم أطفال، وفقا للقانون الاسرائيلي واتفاقية حقوق الطفل، لانهم دون سن الثامنة عشرة.
العدو يتعامل معهم على اعتبار انهم مشروع “مخربين”، وهذا هو سبب لجوئه الى استخدام أكثر اساليب التعذيب النفسي والجسدي قسوة لإجبارهم على الاعتراف زوراً بمشاركتهم في أعمال الانتفاضة.
التقرير يشير إلى أن المحققين الإسرائيليين يلجأون إلى ضرب الأطفال ضربا مبرحا في كافة أرحاء الجسم ،ولسعهم بالسجائر في أجسادهم, وحرمانهم من النوم ساعات طويلة, ومنعهم من استبدال ملابسهم, وشد الأصفاد على أيديهم وأرجلهم , والاعتداء عليهم بالسكاكين والشفرات.
ولا يقف التعذيب عند هذا الحد، بل تعمد سلطات الاحتلال الفاشية إلى ترويعهم نفسيا، حينما تزج بهم مع عصابات المخدرات والقتلى والمغتصبين والمدمنين, وفعلاً قام هؤلاء السجناء بالاعتداء عليهم، وتهديد بعضهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي.
منظمة اليونيسيف من جانبها أكدت أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لسوء معاملة ممنهج من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية, وأشارت في تقرير صدر في الخامس من الشهر الحالي “أن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين في نظام الاعتقال العسكري الإسرائيلي؛ يبدو منتشرا ومنتظما وممنهجا” وطالبت بمعاملتهم بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الطفل, ووفقا للمعايير الدولية, بأن لا يتم عصب أعينهم، وحبسهم في زنازين انفرادية، أو اعتقالهم في الليل, ووجود محام أو أحد أفراد أسرة الطفل حين استجوابه.هذا التقرير وغيره من الوقائع يؤكد أن العدو غير معني بالقوانين الدولية ولا بحقوق الإنسان، بل معني بشيء واحد ،وهو تحطيم الإنسان الفلسطيني لتنفيذ خططه ومخططاته الإجرامية في الأرض المحتلة.وفي تقديرنا فإن الأسوأ من معاملة العدو للأطفال الأسرى هو سكوت المجتمع الدولي- وخاصة الغرب وأميركا ومنظمات الأمم المتحدة المعنية- عن هذا الوضع المأساوي, وعدم قيامه باتخاذ الإجراءات الرادعة، ضد هذا الكيان الفاشي الذي يستمرئ تعذيب الإنسان الفلسطيني, لا بل اتخذ من التعذيب وتحطيم الإنسان الفلسطيني وسيلة لاحتلال الأرض وتهويد القدس والمقدسات.
باختصار...إن إلقاء الضوء على جرائم العدو التي فاقت كل الحدود هو أمر ضروري لتوعية الأجيال، وتحصينها من هذا الوباء الذي يستهدف اقتلاعها من أرضها ومن وطنها؛ بعد أن يحول أبناءها إلى مرضى ومقعدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق