الأربعاء، 25 يناير 2012

روسيا ترفض العقوبات واستخدام القوة ضد دمشق

بلادي اليوم متابعة خالد اسماعيل * أكد وزير الخارجية السوري وليم المعلم "التزام سوريا بالتعاون الكامل مع بعثة المراقبين وتقديم جميع التسهيلات لها لإنجاز مهمتها في ضوء التفويض الممنوح لها برغم العراقيل التي يتم وضعها في طريق عمل البعثة من جهات لا ترغب في إظهار حقيقة الأوضاع في سوريا تنفيذا لأجندات خارجية باتت واضحة المعالم". واشار بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية الى أن المعلم أكد خلال لقائه رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، واجب الحكومة السورية في حماية مواطنيها و وضع حد لجرائم الجماعات المسلحة وأعمالها التخريبية التي تطال المدنيين وعناصر الأمن والمؤسسات العامة والخاصة". من جهته، قدم الفريق الدابي عرضا حول التقرير الذي قدمه لوزراء الخارجية العرب في مطلع الاسبوع الحالي ورؤية بعثة مراقبي الجامعة للأوضاع في سوريا والتي تم إبرازها في التقرير، مؤكدا عزم البعثة على التمسك بالحيادية والموضوعية كمنهج للعمل لتنفيذ البروتوكول الموقع بين سوريا وجامعة الدول العربية. إذ أعرب رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي عن تفاؤله حيال نجاح مهمة بعثة المراقبين في شهرها الثاني برغم الصعوبات التي تواجهها بعد انسحاب المراقبين من السعودية ودول الخليج. وأكد الدابي في حديث له أنه "لا يعبأ بأي انتقادات توجه إليه، موضحا أنه "يؤدي عمله بكل حيادية وبحسب اتفاق البروتوكول الموقع بين دمشق وأمانة الجامعة العربية". وحول أولوياته في المرحلة المقبلة، قال الدابي: إن "مهمة المراقبين في رصد الأوضاع تتجسد في اتباع الإجراءات المهنية والتحقق مما يجري على الأرض من أعمال عنف وتدوينها في تقارير وفقا للتكليفات الصادرة من وزراء خارجية العرب"، مضيفا أنه "سيجري توسيع مهماتها وزيارة مناطق لم تزرها البعثة من قبل"، كما اعلن احمد بن حلي الامين العام المساعد للجامعة العربية عن ان النقص الموجود في بعثة المراقبين جراء انسحاب مراقبي دول الخليج سيتم التعويض عنه بمراقبين من دول صديقة ودول اسلامية. من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضة روسيا اي قرار يبرر فرض عقوبات أو استخدام القوة ضد سوريا. وقال لافروف خلال لقائه مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه "ليس بامكاننا الموافقة على أي اقتراحات تهدف إلى أن يفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات بصورة أحادية الجانب من دون مشاورات مع روسيا والصين وبلدان مجموعة دول بريكس الأخرى، مؤكدا أن إقرار مثل هذه العقوبات الأحادية يشكل موقفا غير نزيه وغير مثمر "، مشيرا في الوقت نفسه الى أن مشروع القرار الروسي مازال مطروحا على طاولة المفاوضات ومازالت المشاورات جارية بشأنه وأن موسكو منفتحة أمام أي اقتراحات إيجابية تتوافق مع المهمة المطروحة والمتمثلة بوقف أي عنف وأن يشمل تحقيق هدف وقف العنف التأثير على جميع الذين يحملون السلاح في سوريا. ودعا الوزير الروسي الى وجوب بدء الحوار الداخلي بين جميع القوى السورية من دون أي شروط مسبقة وقال" إننا ننطلق من أن جميع المشاركين في هذا الحوار سيتولون مهمة التوصل إلى وفاق وسيتحلون بالمسؤولية إزاء مصير بلدهم وشعبهم, مبينا إن روسيا وتركيا تدعوان جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف وتريان أنه لا يجوز السماح بأي تدخل عسكري خارجي. واضاف: لدى روسيا وتركيا مواقف مبدئية ويبدو لي أنها متطابقة، فنحن ندعو بلا شك الى وقف العنف في سوريا مهما يكن مصدره والى تسوية سلمية للازمة السورية والى ان تسهم القوى الخارجية في ذلك ونحن نقف كذلك ضد أي تدخل عسكري من الخارج. من جانبه أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن ان الولايات المتحدة وروسيا اجرتا مشاورات مفيدة جدا خلال الأسبوع الحالي في موسكو بشأن الأزمة السورية، وأوضحت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان التقى نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي الخاص الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وبحث معه الوضع في سوريا في سياق القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية بهذا الشأن. وتابعت نولاند قائلة ان "المشاورات استهدفت إزالة الخلافات حول الرد الدولي مع حالة الاضطراب السياسي التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار الماضي". واضافت انه "لا أقول اننا توصلنا الى انفراج كبير"، لكنها اعتبرت ان "تبادل الآراء بشأن الوضع في سوريا وجهود الجامعة العربية في هذا الاتجاه ورد فعل الرئيس السوري بشار الأسد على مبادرات الجامعة، كان مفيدا جدا".وأضافت ان "فيلتمان أعرب للجانب الروسي عن قلق واشنطن إزاء أخبار تحدثت عن نية روسيا تزويد سوريا بـ36 طائرة تدريب قتالية من طراز "ياك-130". ونقلت نولاند عن فيلتمان "تفاؤله من سير المشاورات وأمله في ان تؤدي هذه اللقاءات الى تعاون أوثق في نيويوك أي في الأمم المتحدة". وأكدت الولايات المتحدة ان "قرار سحب دول مجلس التعاون الخليجي لمراقبيها من بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا قد يؤثر على فعالية عمل المراقبين العرب في سوريا". ولفتت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في ايجاز صحفي الى قرار الجامعة العربية الأخير حول سوريا، مشيرة الى انه "يمدد عمل المراقبين ويقترح نقل السلطة من الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه مع حوار وطني حول المرحلة الانتقالية". واضافت ان "دول مجلس التعاون توفر الجزء الأكبر من المراقبين ومعظم الدعم المالي لهذه المهمة، لذلك فان انسحابها سيكون له تأثير واضح وسيترك فراغاً كبيراً"، فيما إذا وجدت السيناريوهات المفتوحة على التدخل الخارجي قبولا من جانب روسيا والصين، إذ ان كل التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس تشير الى أن التدخل الخارجي في سوريا خط أحمر.
* مركز بلادي للدراسات والابحاث الاستراتيجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق