الاثنين، 30 يناير 2012

برغم الشكوك.. بن حلي يؤكد إستعداد جميع الدول للحضور...العراق والـــجامعة العربيــة يصــران على عــقد القمــة في بغـــداد

بغداد/بلادي اليوم في الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء نوري كامل المالكي إلى ضرورة العمل على تطوير جدول أعمال القمة العربية ومناقشة التعاون في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية ومكافحة الإرهاب والتطرف, قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي إن جميع الدول العربية قد أكدت إستعدادها لحضور مؤتمر قمة بغداد، وإن التمثيل العربي سيكون على أعلى المستويات للكثير من الدول العربية، واعرب المالكي خلال لقائه بالأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي ببغداد امس الاثنين عن ترحيبه بإستعداد الدول العربية كافة لحضور مؤتمر القمة الذي سيعقد في بغداد، وعن أمله بأن تكون قمة ناجحة نظرا لطبيعة الظروف ومستوى الحضور المتوقع، موكدا دعم العراق للمبادرة العربية الخاصة بالأزمة السورية ، وعلى ضرورة العمل بوتيرة أسرع لضمان تحقيق التغيير المنشود من دون الإنزلاق إلى العنف و وقوع المزيد من الضحايا. من جهته قال بن حلي: إن جميع الدول العربية قد أكدت إستعدادها لحضور مؤتمر قمة بغداد، وإن التمثيل العربي سيكون على أعلى المستويات للكثير من الدول العربية، بما يفوق المعدل الإعتيادي للقمم السابقة. وفي السياق نفسه بحث وزير الخارجية هوشيار زيباري مع نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي الذي وصل الى بغداد امس الاثنين على رأس وفد كبير من الجامعة العربية لبحث تحضيرات القمة العربية المرتقبة في بغداد. وجرى خلال ذلك بحث الاستحضارات الجارية التي يقوم بها العراق لاستضافة أشقائه العرب في عاصمتهم بغداد. وشكر زيباري دعم الجامعة للعراق بهذا الشأن، مبدياً من جانبه تقديم اية مساعدة ممكنة من النواحي الفنية والتنظيمية والأمنية لإنجاح مساعي الجامعة في عقد المؤتمر ولم الشمل العربي. من جانبه شكر بن حلي الحكومة العراقية على ما تبذله من جهود، متمنياً أن تكون هناك أجواء مميزة من التآلف السياسي في العراق لكون ذلك سيسهم في إنجاح المؤتمر. وكانت الحكومة العراقية والجامعة العربية قد أكدا إصرارهما على عقدها في مكانها وموعدها المحددين، برغم تقارير عن استعداد دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم طلب بتأجيلها، إلى حين انتهاء الأزمة السورية بسبب تأييد العراق للنظام السوري. وقال بن حلي: إن وفد الجامعة، الذي يترأسه، يضم ممثلي مختلف الإدارات فيها للإعداد للقمة و وضع اللمسات النهائية للتحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية لعقد القمة، مشددا على أنّ هذه الزيارة تؤكد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقي على عقد القمة العربية في موعدها في بغداد نظرا إلى الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، بخاصة بعد ثورات الربيع العربي، التي تقتضي انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اعتراض بعض الدول العربية على عقد القمة العربية في بغداد، ونسبت ذلك إلى مصدر في مكتبه الذي قال: "أننا في الوقت الذي ننفي مثل هذا النبأ جملة وتفصيلاً، نؤكد العكس، حيث رحّبت جميع الدول العربية بما يشبه الإجماع بعقد القمة في بغداد، وأكدت استعدادها للحضور على أعلى المستويات". ودعا المالكي في تصريح صحافي، وسائل الإعلام إلى التدقيق في مصادرها، كي لا تفقد مصداقيتها، نتيجة اعتمادها على مصادر وهمية تنتحل الانتساب إلى هذه الجهة أو تلك. وجاء هذا التصريح في وقت قال دبلوماسيون عرب: إن هناك شكوكًا حول امكانية انعقاد القمة بسبب الأوضاع الأمنية في العراق والانقسام السياسي في هذا البلد، فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ستطلب من الجامعة تأجيل انعقاد القمة إلى حين انتهاء الأزمة السورية، وذلك بسبب دعم العراق للنظام السوري. وقالت إن دول المجلس تعدّ لتقديم طلب إلى الجامعة العربية لتأجيل القمة إلى حين انتهاء الأزمة السورية، وهو ما أبلغ به الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفدًا عراقيًا برئاسة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ خلال زيارته للقاهرة في الأسبوع الماضي، مؤكدًا صعوبة حضور القادة العرب قمة بغداد بسبب مواقف بغداد من الأزمة السورية. وأشارت إلى أن الدباغ لم يخف انزعاجه من لهجة العربي، الذي قال بشكل صريح في حال استمرار مواقفكم هذه، أي الموقف من الأحداث في سوريا "لن يحضر القمة غير دمشق". في حين أكد الدباغ انه سيتم البدء بوضع الترتيبات النهائية للقمة العربية، مبينًا أن القمة العربية تعدّ من أولى اهتمامات الحكومة، وبغداد مصرّة على استضافة القمة. وقال النائب عن التحالف الوطني علي شلاه النائب إن الحكومة أكملت استعداداتها لاستضافة القمة، كما إن الكتل السياسية متفقة على استضافة هذا الحدث المهم في موعده من دون تأجيل، لكنه لم يستبعد إقدام بعض الأطراف على محاولة لتأجيلها. من جهتها أشارت النائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي إلى أن الظروف السياسية في العراق تستدعي تأجيل القمة. من جانبها اكدت الحكومة العراقية إن اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قطعت أشواطًا متقدمة في الإعداد لها، موضحة أن اللجان التي جرى تشكيلها لإنجاز مستلزمات انعقاد القمة حققت نتائج متقدمة. وأضافت: أن اللجان الثلاث المنبثقة من اللجنة العليا، وهي لجنة الإعمار واللجنة الأمنية ولجنة الخدمات، قد أنجزت الكثير من الأعمال المنوطة بها، وأن العمل يسير بموجب الخطط التي تم تحديدها مسبقاً، كما أعلنت قيادة عمليات بغداد عن مباشرة اللجنة الأمنية العليا المكلفة بوضع ومتابعة التدابير الأمنية التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة العربية في بغداد أعمالها. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي: إن الحكومة شكلت لجنة أمنية عليا، تضم وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات وقيادة عمليات بغداد وأمانة بغداد ومحافظة بغداد، للتنسيق أمنيا بهدف توفير الحماية اللازمة للقمة العربية. يذكر أن العراق، الذي خصص مبلغ 300 مليون دولار لاستضافة القمة المقبلة، كان قد استضاف القمة لمرتين، وكانت القمة العربية الأخيرة، التي انعقدت في ليبيا في آذار عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة التالية في العراق، على الرغم من أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقرّ باستضافة مؤتمرات القمة، بحسب الترتيب الأبجدي، حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقًا لهذه القاعدة، إلا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية، بسبب المخاوف الأمنية في العراق، الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق