الاثنين، 30 يناير 2012

مركز ابعاد يكشف عن نقل القاعدة مركز الحرب الأمريكي من أفغانستان إلى اليمن... صفقة تقف خلف تحول التنظيم الإرهابي

خاص/بلادي اليوم حذر مركز أبعاد للدراسات والبحوث اليمني من جهات قال إنها تسعى لإسقاط مدن يمنية عسكرياً بعضها تحت ذريعة القاعدة وتكرار سيناريو «رداع وأبين» كما هو متوقع في «إب والضالع ولحج عدن وحضرموت» والبعض الآخر تحت ذريعة الحماية من القاعدة كما هو متوقع في ذمار وتعز والحديدة. وقال المركز في تقرير دوري أصدره امس الاثنين ان "غياب الهيكلية التنظيمية وضبابية الأهداف وانعدام الرؤية الاستراتيجية لتنظيم القاعدة جعلته حاليا مخترقا من تيارات محلية واقليمية ودولية ما جعله يتحرك في مكان وزمان لا يخدمان سوى تلك الجهات". وتابع "بل استفادت منه حتى شخصيات كما كشف ذلك واقعة السيطرة والانسحاب من العامرية برداع مسقط رأس الشيخ طارق الذهب الذي استعاد شقيقه السجين في الأمن السياسي وحصل على وعود بتنصيبه شيخاً». وأضاف التقرير: «هناك شخصيات محسوبة على القاعدة بعضهم ممن قاتلوا في أبين والبعض الآخر ممن هربوا من السجون يتواجدون حاليا في صنعاء، وهناك تواجد لأعضاء في القاعدة بين النازحين داخل المدارس بعدن». واستبعد التقرير أن تكون لدى تنظيم القاعدة القدرة على السيطرة الكاملة لأي مدينة «ما لم يحصل على دعم لوجستي مباشر وغير مباشر من أطراف ذات علاقة بعملية الانتقال السلمي للسلطة». وأشار الى انه من اهم اسباب خروج طارق الذهب وانصاره من رداع جاء بعد فشل استقطاب وتجنيد عدد كاف للسيطرة على المدينة، وحصول الذهب على أهم مطالبه كاشفا النقاب عن أن الذهب لم يكن القائد الفعلي للقاعدة في رداع، «وأنه في أثناء سيطرة القاعدة على العامرية كانت هناك معلومات عن تواجد المسؤول الأول في قاعدة الجزيرة العربية ناصر الوحيشي ومفتي التنظيم السعودي ابراهيم الربيش في مديرية الزاهر إحدى مديريات البيضاء». واضاف التقرير: ان «القرار كان يتخذ من قبل مجلس شورى مكون من نحو 20 شخصاً مختارين من ضمن 60 يمثلون الكتيبة الفعلية لتنظيم القاعدة ويدعون (المهاجرين) وبينهم سعودي وباكستاني، ومهمتهم كانت تتبلور في القيام بعمليات نوعية كالهجوم السريع أو التعامل مع المتفجرات، ولم تكن من مهامهم الحماية الخارجية، في حين كانت هناك كتيبة أخرى لا علاقة لها بفكر القاعدة وهم من البدو والقبائل وبعض الفارين من السجون انخرطوا في القتال، إما بدافع الحصول على مصدر دخل أو بفعل التأثير الكاريزمي للشيخ القبلي طارق الذهب أو هروبهم من حياة السجون، وأطلق عليها كتيبة (الأنصار) وهؤلاء مهمتهم حماية المنافذ والساحة حول المسجد». وأشار الى انه «في حين لم تعرف شخصية الأمير إلا أن هناك قائدا ميدانيا يدعى (أبو حمزة) ومسؤولا شرعيا يدعى (أبو همام)، والثلاثة يعدون المرجعية الرئيسة لأي تحرك للتنظيم في رداع». وحذر تقرير أبعاد من أن تكون حوادث التصفية لضباط وجنود في جهاز الأمن السياسي وأجهزة أمنية أخرى هي المؤشر لتمدد القاعدة، وقال:«قبل سقوط رداع شهدت البيضاء تصفية ثلاثة من رجال فرع الأمن السياسي، ضابطان هما أحمد سالم الجعري وأحمد سمبة ومجند يدعى فيصل والثلاثة اتهمت القاعدة بالوقوف وراء تصفيتهم وأنها عقدت محاكم للضابط سمبة في أبين قبل إعدامه وبعد أشهر من اختطافه». وحسب التقرير فإن «الأجهزة الرسمية تشتبه بوقوف القاعدة وراء مقتل نحو 70 من رجال الأمن بينهم ما يقارب من 20 فردا ينتمون لجهاز الأمن السياسي في عمليات وقع معظمها في المحافظات الشرقية والجنوبية بين كانون الثاني 2011م وكانون الثاني 2012م، ويقدر هذا العدد بنحو 25% من قتلى الأجهزة الأمنية في حوادث مختلفة منذ اندلاع الثورة الشعبية المطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح». وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة «استفاد من الفراغ السياسي وعملية نقل السلطة لتقوية مركزه»، لكنه أشار إلى أحداث مرتبطة بشخصيات في جهاز الأمن لنظام الرئيس صالح ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في سيطرة القاعدة في أبين ورداع. وقال: «حين دخل تنظيم القاعدة زنجبار في نيسان 2011م واستولى على معسكر الأمن المركزي من دون قتال كان يفترض وقتها مساءلة قائده (عقيد ركن عادل محمد رشاد المصري) ابن شقيق وزير الداخلية آنذاك اللواء الركن مطهر رشاد المصري، لكن العكس هو الذي سار، ففي 25 نوفمبر 2011م وبعد يوم من توقيع الرئيس للمبادرة الخليجية أصدر الوزير المصري لقريبه قرارا بتعيينه مديرا لمباحث رداع، وبعدها تمكّن هذا الشخص من أن يكون المسؤول الأمني الأول في المنطقة لتأتي القاعدة بعد ذلك وتدخل رداع من دون مواجهات بالطريقة نفسها التي دخلتها في زنجبار». وعلى المستوى الاقليمي والدولي توقع تقرير مركز أبعاد للدراسات أن تحركات القاعدة في اليمن ستجذب قوى عسكرية دولية بالقرب من المياه الاقليمية اليمنية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قال التقرير «إن تحركها العسكري حاليا يحكمه السباق على الانتخابات، ويأتي بعد إعلان انتصارها على القاعدة في أفغانستان واليمن ونجاحها في عملياتها العسكرية السرية والتي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن وأنور العولقي». وأضاف «إرسال البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية) السفينة العائمة (الأم) لتعمل كقاعدة لفرق الكوماندوز الامريكية من خلال أهداف معلنة هي مواجهة الخطر الايراني ومحاربة القاعدة في اليمن والقراصنة الصوماليين، لكن الهدف الرئيس هو في إطار مرحلة ما بعد تنفيذ الاتفاق مع طالبان الذي يقضي بخروج القوات الأمريكية مقابل خروج قيادات وأفراد القاعدة من غير الأفغان بمساندة وسيط ثالث ومن خلال ضمانة أمريكية بعدم تعريض حياتهم للخطر في أثناء خروجهم». واختتم التقرير بدعوة لحكومة الوفاق الوطني في اليمن إلى وضع خطة طارئة للتعامل مع القاعدة تتضمن إجراءات اقتصادية وانفتاحا سياسيا ونقاشات وحوارات فكرية ليس مع أعضاء القاعدة بل مع كل الأطراف والمكونات الأيدلوجية غير الحزبية مثل الحوثيين التي تشكل تحركاتهم أحيانا عامل احياء للقاعدة، وطالب التقرير الحكومة بأن لا تغفل عن الاجراء العسكري والأمني، «ولكن تضعه في نهاية الحلول».وأعلن تنظيم القاعدة في محافظة أبين عن اعطاب 4 دبابات وقتل 3 جنود خلال الأيام الثلاثة الماضية خلال مواجهات مع قوات الجيش في زنجبار. من جهة ثانية قالت وسائل إعلام تابعة للجماعات المسلحة التي تدعي انتماءها لتنظيم القاعدة في أبين ان وحدات من الجيش الأمريكي بدأت عمليات انزال في عدد من السواحل القريبة من مدينة عدن خلال الأيام الماضية. وبحسب مصادر في هذه الجماعات فان وحدات عسكرية من الجيش الأمريكي بدأت عمليات إنزال خلال الأيام القليلة الماضية في الشريط الساحلي لمدينة عدن وأجرت عدداً من التدريبات المحدودة بالمشاركة مع جنود من البحرية والجيش اليمني في هذه المناطق. وفي السياق عينه أشار قاسم كاظم الباحث في مركز بلادي للدراسات والابحاث الستراتيجية المختص بالشأن اليمني بأن ما تردد بشأن اللقاء الأخير في قطر بين مسؤول أمريكي وممثل طالبان قد يفسر بإنه الخطوة الأولى لما أشار اليه تقرير مركز ابعاد اليمني حول تحويل وجه القاعدة من افغانستان الى اليمن من خلال توفير خط عبور آمن لتلك المجاميع والسيطرة عليها في منطقة محددة وضمن هدف قد يكون محدداً ايضا. وقال كاظم في حديث لــ "بلادي اليوم": ان القاعدة في اليمن تمتلك جميع المقوّمات الاساسية من عناصر بشرية وتضاريس صعبة وموقع جغرافي مهم ومنافذ بحرية وأرضية خصبة للحصول على الدعم الشعبي من قبل بعض القبائل اليمنية التي عانت من قبل من حكم الاشتراكين في الجنوب ومن ثم نظام صالح، مبينا ان بعض القبائل يمكن ان تشارك القاعدة أهدافها من خلال العداء الطائفي لتلك القبائل على الحوثيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق