الثلاثاء، 24 يناير 2012

مجلس التعاون الخليجي يقرر سحب مراقبيه من سوريابن حلي لــ(بلادي اليوم) : الجامعة ستدعم عمل المراقبين بمزيد من الاموال والاعداد


أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الجامعة العربية استبدلت مناقشة تقرير المراقبين بتقديم تقرير سياسي ينتهك السيادة السورية، مشيرا إلى أن سوريا لبت ما التزمت به في خطة العمل العربية والبروتوكول وهو ما أكده تقرير المراقبين لذلك التفوا عليه.
وقال المعلم في حديث صحفي امس: "كانوا يحاولون رسم مستقبل لسوريا بعيدا عن إرادة الشعب السوري، وكأننا دولة مسلوبة الإرادة ونحن عبر التاريخ كنا المشعل الذي يعلّمهم العروبة والإسلام وسنعلمهم الديمقراطية والتعددية".
وأشار الى انهم لم يعهدوا ممارسة الديمقراطية، مضيفا "أتحدى أن يكون في بلادهم مثل الدستور الذي سيطرح للاستفتاء قريبا في سوريا".
واوضح الوزير السوري ان هذه الممارسة الديمقراطية ستجعل من سوريا بلدا متجددا أقوى مما هي عليه، مؤكدا أن الحل في سوريا ليس الذي صدر بقرار الجامعة العربية والذي رفضناه رفضا قاطعا.
واضاف: ان الحل سوري ينبع من مصالح الشعب السوري ويقوم على إنجاز برنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد وعلى الحوار الوطني الذي دعت إليه سوريا وأعلن الرئيس الأسد أنه جاهز ليبدأ الحوار منذ الغد.
وشدد على ان واجب الحكومة السورية أن تتخذ ما تراه مناسبا لمعالجة هؤلاء المسلحين الذين يعيثون فسادا في بعض المناطق، مؤكدا أن موقف القيادة السورية حازم وقوي تجاه ما تتعرض له سوريا في الداخل والخارج والحكومة السورية ستتعامل بحزم مع المجموعات الإرهابية المسلحة.
وكشف بأن روسيا لا يمكن أن توافق على التدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية وهذا خط أحمر. قائلا: "لمست في حديثي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الموقف الروسي حار ولا يستطيع أحد أن يشكك بالعلاقة الروسية السورية لأن جذورها تاريخية"
من جانبه اكد الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام لسوريا إن بلاده تعيش لحظات يسطر فيها الزمن ميلادا جديدا لأمتنا العربية والإسلامية وللإنسانية، مؤكدا أن من لا يقرأ التاريخ لا يعرف المستقبل.
وقال حسون في ملتقى اللحمة الوطنية بدمشق: "أقرأوا تاريخ هذه المنطقة التي اختارها الله مهدا لكل رسالات السماء وأقولها للعالم كله وقلتها يوما في برلمان أوروبا لا تقتربوا من أرضنا فأرضنا أرادها الله للنور فلا تطلقوا فيها نارا ومن أشعل نارا فيها أحرقته ولو كان في جوف بيته".
واضاف بانه "من لا يعرف سوريا فليعرفها اليوم من هذه اللقاءات المتعددة فشعبها واحد وربها واحد وقبلتها واحدة ودمها واحد وعرضها واحد، لا نتقاتل إنما نتسابق في قداسة الله وخدمة الإنسان فشرائعنا نور وضياء وليست نارا وقتلا وفناء فعودوا إلى كتبكم واقرأوا كيف أراد بنو صهيون أن يفرقوا بين أبناء الأمة الواحدة"، مبينا إن الفرقة جاءت من يهود بني قريظة وهم الذين استعملوا الإعلام ليفرقوا بين أبناء الأمة الواحدة كما يستعملونه معنا اليوم باسم المنافقين في كل زمان ومكان.
وخاطب المعارضة السورية بانهم سيعرفون بأن التاريخ سيسجل "عليكم إن استهدفت سوريا بطلقة واحدة" متهما اياهم بأنهم أعداء الدين والامة والوطن و" جنود أبي رغال الجديد فسوريا ليست لكم وحدكم وليست لموالاة ولا لمعارضة إنها لأجدادنا ونحفظها لأبنائنا وأحفادنا".
وشكر حسون المراقبين العرب الذين وصفهم بأنهم "عادوا للقاهرة ليقولوا الحقيقة" مخاطبا اياهم بالقول: "شكرا لكم يا من نقلتم جزءا من الحقيقة أما من لم يروا الحقيقة بعد أيها السادة وزراء الخارجية العرب فندعوكم لعقد مؤتمركم القادم وجلستكم في أية قرية أو مدينة أو أرض في سوريا لتجدوا أنها ستحفكم بزهورها وترعاكم بقلوب أبنائها وتقول لكم لإن هدمتم مجدي بنيت لكم مجدا فأنتم تقتلونني كسورية لأسقط وأنا التي أدفع من دمي دفاعا عنكم يا أمة العرب".
واضاف حسون مخاطبا الحكام العرب "اذا كشفتم عرض سوريا فستسقط أعراضكم جميعا فخنساؤنا مازالت هنا في سهول اليرموك لم تمت ولم يمت أبناؤها وسيبقى هذا السر فينا إلى يوم القيامة".
الى ذلك قررت دول مجلس التعاون الخليجي امس الثلاثاء التجاوب مع القرار السعودي القاضي بسحب المراقبين العرب من دمشق، وقال بيان للامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي "ان دول المجلس قررت التجاوب مع قرار السعودية بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية الى سوريا مع التزامها بكل قرارات مجلس الجامعة حفاظا على وحدة الصف العربي برغم قناعة دول المجلس بضرورة ان يكون القرار الأخير أكثر قوة وان يكون عاملا للضغط على النظام السوري كي يوقف القتل".
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قد اعلن الاحد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب ان بلاده ستسحب مراقبيها لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي.
في هذه الاثناء عقدت جامعة الدول العربية امس اجتماعا لها برئاسة السفير القطري ومندوبها الدائم لدى الجامعة صالح عبدالله البوعينين في القاهرة وبحضور الامين العام نبيل العربي لبحث اخر المستجدات بشأن الوضع السوري ، وقد ناقش المجتمعون قرار مجلس التعاون الخليجي بسحب المراقبين الخليجيين البالغ عددهم 55 عضوا في البعثة ، حيث أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع بأن هذا القرار هو اختياري من قبل دول الخليج ولا يمكن التدخل فيه،مضيفا ان الجامعة في انتظار موافقة الحكومة السورية على تمديد مدة عمل البعثة داخل الأراضي السورية
، وقال بن حلي في تصريح لــ " بلادي اليوم " : إن اعداد المراقبين العرب الموجودين في سوريا حاليا يكفي ، مؤكدا بأن هناك رغبات من قبل دول عربية أخرى لامداد البعثة بمزيد من الأعداد ، إذا ما اتفقت الجامعة العربية على ذلك ، مؤكدا ان الجامعة ستدعم المراقبين بمزيد من الأعداد وبالمال حتى تؤدي البعثة عملها في جو مناسب ، من جانبه أكد السفير القطري ان الدول الخليجية ستظل ملتزمة بتمويل البعثة بكل ما تحتاجه حتى تنهي عملها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق