القدس... بقعتنا الطاهرة التي يُراد تدنيسها وتهويدها، وطمس ملامحها، وهدم مقدسها وأقصاها... وبسواعد عربية إسلامية تبارك تلك المساعي مذ بدأت وحتى اليوم. كيف لا وهي السواعد التي حملت أكفاً صافحت العدو الصهيوني؟
في اليوم العالمي للقدس والذي صادف يوم أمس الاول ، عادت كل تلك المشاعر التي لم تغب، فما القدس إلا قضية العروبة التي لن تهدأ، والتي نسيها المسؤولون العرب إلا من تصريحات ينثرونها هنا وهناك في المناسبات، وبعد كل مصيبةٍ أو كارثةٍ أو حربٍ تقع عليها وبأرضها ومقدساتها، ومن ثم تنسى كأنها لم تكن.
يوم أمس الاول، انتشرت المسيرات المناهضة للعدوان الاسرائيلي في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتحدث الخطباء عن القدس وقضية القدس، واحتلال القدس، ومقاومة القدس، وأبناء القدس، ولكن كل هذا كان ليومٍ واحدٍ في السنة فقط، ينتهي بانتهاء نهاره ككل عام، وكأن القضية لا تصحو سوى في يومٍ سُمّي باسمها، إلا لدى بعض المهتمين ممن أخذوها قضية حياة، لا تقبل المساومة أو النسيان. وبهذه المناسبة يطرح سؤالٌ نفسه ملحّاً: لِمَ لا تكون القضية الفلسطينية مطروحةً بقوةٍ طوال أيام السنة، كي لا يظنن العالم الغربي أننا قد نسينا قضية المسلمين الأولى، خصوصاً أن مقرراتنا الدراسية خلت من ذكر فلسطين إلا فيما ندر، وفي بعض البلدان فقط، وهو ما يريد أن يصل إليه أعداء فلسطين العربية، فلم يعد أطفالنا يعرفون عنها شيئاً، إلا من كان سعيداً بوالدين يربيانه على الاهتمام بهذه القضية التي تؤرق الضمائر والقلوب الحية .
ماذا لو أعددنا العدة ليكون العام القادم عام القدس بدلاً من أن يكون للقدس يوم واحد فقط؟ عامٌ يتم من خلاله تعريف الأطفال بفلسطين، ودور أطفال الحجارة والمقاومين هناك، وأرضنا التي اغتصبت، وأهلنا الذين هُجّروا بغير وجه حق؟
أن نخصّص عامنا القادم للقدس في مهرجانات ومحاضرات وندوات ومؤتمرات ومسيرات سلمية تجوب كافة دول العالم... لعل بعض هذه التحركات الغاصبة التي يقوم بها الاحتلال تتوقف، وكل هذه المخططات التي مازالت تُحاك في كل يوم تنتهي.
عامٌ نسمع فيه صوت الحكام العرب وهم يرفضون بصدقٍ كافة إجراءات التهويد الذي تتعرض له مدينة القدس والمدن المحتلة، ونرى فيه تحركات حقيقية يراد لها أن تقول للمحتل: كفى !
نعلم أن الأرض في انتظارنا، فقلوبنا تسافر لها في كل جمعة ومع كل صلاة، وكلما وجهت إلينا دعوة لزيارة القدس زاد ألمنا لأننا لا يمكن أن نقبل بمرورنا عن طريق أخذ الإذن من المحتل، والعبور بنقاط تفتيش نصبها بغير حق، وهو تطبيع مع العدو لا يرضى به صاحب حق، وكلما سمعنا عن دخول قوات العدو إلى أراضي المسجد الأقصى تكوينا ألماً، كما حدث يوم أمس حين انتشرت القوات في باحة المسجد ومنعت دخول من هم أقل من خمسين عاماً من الرجال، وأقل من أربعين عاماً من النساء.
الأرض لنا وفي انتظارنا، ولكنها بحاجة لتحركات حقيقية طوال العام حتى تحريرها من دنس المحتل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق