بغداد – متابعة بلادي اليوم فيما كشفت مصادر مقربة من رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني عن ان الأخير اعتبر تهديدات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني باستقطاع الأموال من الميزانية المخصصة للاقليم بانها "زوبعة في فنجان", قالت مصادر صحفية ان وزير الطاقة التركي تانر يلديز حذر حكومة بغداد من مغبة التطاول من جديد على تركيا، مشيرا الى ان نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ومدير مكتبه قد تجاوزا حدودهما, في حين اعلن مصدر مطلع في اقليم كردستان انضمام شركة شيفرون النفطية الاميركية للتنقيب عن النفط في كردستان.وقالت المصادر: ان البارزاني تحدى الشهرستاني في قدرته بتنفيذ تهديده على ارض الواقع. وقالت المصادر المقربة من مركز القرار الكردي: ان البارزاني عقد اجتماعا مصغرا مع قيادات حزبه مساء امس السبت وناقش معهم التطورات الاخيرة حول تهديدات الشهرستاني باستقطاع قيمة ما يصدر من نفط كردستان الى تركيا من حصة الاقليم في الميزانية الاتحادية، واصفا تهديده بـ "البالونة" . ونقلت عن البارزاني في رده على تهديدات الشهرستاني قوله اذا كان الشهرستاني رجلا فليستقطع من الميزانية دينارا واحدا وسيرى ماذا سنفعل حسب تعبيره، فهو كثير الكلام قليل الافعال ونحن لنا مركزيتنا في التعاملات مع الجارة تركيا وقد وقعنا معهم عقودا في تصدير النفط الخام الذي سيعقبه في المستقبل القريب تصدير الغاز ايضا ولن نتوقف ابدا. واشارت الى ان رئيس الاقليم لم يكترث للأمر وانه ماض بسياساته من اجل مصلحة الاقليم الذي لن توقف عجلة نموه ترهات نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني. بحسب المصادر, وفي السياق نفسه قالت مصادر صحفية ان وزير الطاقة التركي تانر يلديز حذر حكومة بغداد من مغبة التطاول من جديد على تركيا، مشيرا الى ان نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ومدير مكتبه قد تجاوزا حدودهما. وقال يلديز في تعليق على ما صرح به مدير مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة فيصل عبدالله، حول ان العلاقة بين بغداد وانقرة ستتضرر نتيجة استيراد الاخيرة النفط الخام من كردستان، ان تهديدات بغداد لا تهمنا ثم من يكون الشهرستاني ومن يكون مدير مكتبه حتى يتطاولا علينا حسب تعبيره، مضيفا نحن سنستمر باستيراد النفط من كردستان وسنزيد عدد الشاحنات من عشرة يوميا الى مائة وخمسين شاحنة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة ، لافتا الى ان الحكومة التركية تجري حاليا محادثات مع حكومة اقليم كردستان العراق لاستيراد الغاز الطبيعي, في حين اعلن مصدر مطلع في اقليم كردستان انضمام شركة شيفرون النفطية الاميركية للتنقيب عن النفط في كردستان. وقال المصدر في تصريح صحفي ان هذا الامر تم من دون الاتفاق مع الحكومة الاتحادية. يذكر ان مقر شركة شيفرون في مدينة سان رامون بولاية كاليفورنيا وتعمل في اكثر من 180 بلدا. يشار الى ان شركة اكسون موبيل الاميركية تعمل حاليا هي الاخرى في اقليم كردستان من دون ترخيص من الحكومة العراقية التي هددت بحرمانها من المشاركة في جولات التراخيص النفطية والغازية.الا ان الشركة الاميركية لم تذعن لهذا التهديد ما جعل رئيس الوزراء نوري المالكي يقوم بمخاطبة الرئيس الاميركي باراك اوباما للتدخل وحمل الشركة على الغاء عقودها مع اقليم كردستان. ولم يصدر أي قرار أو تلميح من الادارة الاميركية حتى الان بالاستجابة لطلب المالكي.وطالب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني وزارة المالية رسميا بتسوية الضرر الناتج عن عدم تسليم الإقليم لنفطه من ميزانية الإقليم البالغة 17 % من الموازنة الاتحادية, واعتبر مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أن موافقة تركيا على استيراد النفط الخام من كردستان ستضر بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدا أن عدم تسليم الإقليم النفط الخام للحكومة الاتحادية تسبب بخسارة العراق بثمانية مليارات و500 مليون دولار. وقال مدير مكتب الشهرستاني فيصل عبد الله: إن خسارة العراق جراء عدم تسليم إقليم كردستان للنفط الخام للحكومة الاتحادية قدرت بثمانية مليارات و500 مليون دولار، مؤكداً وجود بند في الموازنة الاتحادية لعام 2012 تلزم الإقليم بوجوب تسليم النفط الخام المنتج من أراضيها للحكومة الاتحادية لبيعه عن طريق شركة تسويق النفط العراقية سومو التابعة لوزارة النفط بالأسعار العالمية وليس بأسعار بخسة. واعتبر عبد الله أن موافقة تركيا باستيراد النفط الخام من إقليم كردستان هو مخالف للاتفاقية التي عقدت بين العراق وتركيا، مشيراً إلى أن وزارة النفط العراقية قد وقعت اتفاقاً مع وزارة النفط التركية ومصادق عليها من قبل مجلس النواب العراقي والبرلمان التركي بإلزام الجانب التركي باستيراد النفط الخام والمشتقات النفطية والغاز من وزارة النفط العراقية حصراً وبمدة زمنية وبأجر مع معين, وتنص المادة ـ1ـ اولاً- ب من موازنة 2012 على ما يلي: احتساب الإيرادات الناجمة عن تصدير النفط الخام على أساس معدل سعر قدره (85) دولارا للبرميل الواحد ومعدل تصدير قدره (2600000) برميل يومياً بضمنها (175000) برميل يومياً عن كميات النفط الخام المنتج في اقليم كردستان وتدخل جميع الايرادات المتحققة فعلاً في صندوق تنمية العراق (DFI) أو اي تشكيل اخر يحل محله, وكان أمين عام مجلس الوزراء علي العلاق قد اكد أن العلاقات العراقية التركية ربما تتأثر بسبب محاولات بعض الأطراف أو الشخصيات السياسية العراقية في اللجوء الى دول أخرى تحت عناوين بعضها قومية وأخرى طائفية.وقال العلاق في بيان: إن الحكومة العراقية تطمح بأن تسير العلاقات العراقية على وفق العرف الدولي الذي يجمع الدول الصديقة والشقيقة، سيما وأن تركيا دولة جارة تجمعنا معها علاقات سياسية واقتصادية مميزة خاصة في السنوات الأخيرة".وأضاف: برغم التأزم الاخير بسبب التصريحات التي تمت عن تدخل غير مقبول لمسؤولين أتراك بالشأن العراقي الداخلي والذي نعده جاء بسبب محاولات من بعض الأطراف أو شخصيات سياسية عراقية في اللجوء الى دول اخرى تحت عناوين بعضها قومية وأخرى طائفية فاننا نعتقد انها ممارسات تفرغ تلك الشخصيات من عنوانها الوطني بل محاولة فاشلة لجر العراق تحت طائلة التدخل المباح لاية دولة، وهذا ما لا يحصل ابداً وترفضه الدولة العراقية حكومة وبرلماناً وشعباً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق