تستمر وتيرة الأحداث المتسارعة في السعودية بين تظاهرات وتنديدات واعتقالات واستهداف للنشطاء والمحتجين في وقت تحولت مدينة القطيف التي تغلي منذ اكثر من اسبوع بعد اعتقال آية الله الشيخ نمر باقر النمر الى ثكنة عسكرية في سبيل وأد الحركة الاحتجاجية المتصاعدة والتي يرى فيها خبراء ومختصون انها مرشحة لان تكون ثورة شعبية عارمة على غرار بقية ثورات الربيع في المنطقة .
مصادر في المعارضة كشفت بان السلطات حولت مدينة القطيف الى ثكنة عسكرية بغية السيطرة على الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية هناك بعد ارسال المئات من العربات المدرعة للقطيف وتحشيد قوات أمنية ودس المئات من عناصر الامن بملابس مدنية انتشرت في الاسواق والشوارع في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية.
وقالت المصادر: ان ما أعلنته وزارة الداخلية بتعرض مركز للشرطة الى هجوم بقنبلة مولوتوف وتعرض دوريتين للشرطة الى هجمات واعلان عن استشهاد مهاجم. انما هي اعمال فردية يشنها شباب متحمسون يشعرون بالغضب من اصرار نظام آل سعود على تنفيذ عمليات قمعية ضد رجال الدين الشيعة وبخاصة من يشعر النظام، ان الشباب الشيعي في المنطقة الشرقية يرى فيه احد ابرز الرموز الدينية في التصدي للممارسات القمعية للنظام ومطالبته باصلاح النظام السياسي واطلاق سراح المعتقلين ولاسيما السجناء السياسيين.
وردا على تحذير وجهه تنظيم باسم «شباب الثورة» للنظام بمهاجمة آبار النفط ومراكز للشرطة، اذا لم يطلق سراح آية الله نمر النمر اوصحت المعارضة ان» الاشهار عن تنظيم باسم شباب الثورة، هو احد افرازات الغضب الشعبي العارم الذي يسود صفوف ابناء المنطقة الشرقية، على الرغم من اننا لم نسمع بهذا الاسم من قبل، ونتوقع ان تصدر جماعات اخرى بيانات تحذيرية مشابهة، بسبب حالة السخط تسود صفوف ابناء المنطقة الشرقية لاعتقال اية الله نمر النمر.
هذا وتسود حالة من الرعب، صفوف الاجهزة الامنية في المنطقة الشرقية من «الدراجات النارية» وساد شعور لدى دوريات الاجهزة الامنية ومراكز الشرطة ان كل راكب دراجة نارية هو من العناصر «الثورية» التي تستهدفها في هجمات بقنابل مولوتوف.
وبدأت وزارة الداخلية تسمّي «الدراجات النارية» بـ «دراجات الفتنة» فعمدت الى مصادرة المئات من هذه الدراجات وحصر اسم مالكيها والزامهم بالتعهد بعدم استخدامها باي عمل عدواني ضد السلطة.
وكشف مصدر أمني لصحيفة الوطن السعودية، عن أن الجهات الأمنية نجحت خلال المدة الماضية في ضبط مئات الدراجات النارية بمحافظة القطيف، بعد ملاحظة استخدامها من قبل ملثمين في الاعتداء على رجال الأمن بقنابل المولوتوف أو إطلاق النار عليهم ثم الفرار.
وقال المصدر: إن عددا كبيرا من الدراجات التي ضبطت اتضح أنها غير مرخصة، وزعم المصدر الامني «أن نسبة كبيرة منها مسروقة أو مهربة من دول أخرى» حيث تعمل الجهات الأمنية على منع هذه الدراجات ومصادرتها ما لم تكن تحمل لوحة تثبت هوية الدراجة وصاحبها.
واكد «أن غالبية أعمال الاعتداءات التي تمت على رجال الأمن كانت الدراجات النارية حاضرة فيها، نظرا لسهولة الهروب بها وسهولة إخفائها والتحرك بها لاسيما أنها لا تحتوي على ما يثبت هوية من يقودها».
جاء ذلك بالتزامن مع قيام ملثمين استخدموا الدراجات النارية مساء الجمعة الماضي في حادثتين منفصلتين بالعوامية وسيهات، نتج عنهما مقتل شخص وإصابة أربعة من رجال الأمن.
وفي تطورات الحالة الصحية للشيخ النمر كشفت مصادر مقربة من عائلة عالم الدين السعودي المعتقل أنه يتعرض الى التعذيب برغم اصابته بجروح خلال مطاردته واعتقاله من قبل قوات أمن النظام في العوامية شرقي البلاد.
وقال ذوو الشيخ النمر ممن سمح لهم بزيارته لمدة وجيزة دون السماح بالتحدث معه سوى كلمات، إن آثار التعذيب بادية عليه، وإن هناك كدمات شديدة في وجهه وعينيه، وإن أسنانه الأمامية بدت مكسورة، إلا أن معنوياته عالية.
وقد سمحت السلطات السعودية حديثا لعائلة الشيخ النمر بعيادته في المستشفى العسكري بالظهران حيث يعالج نتيجة الإصابة بطلق ناري. ونقل عن أحد زوار الشيخ النمر بأنه خضع لعملية جراحية لاستخراج طلق ناري استقر في الفخد وقد بدأ في التماثل للشفاء.
وذكر أيضا بأن الشيخ المعتقل يتمتع بمعنويات عالية وقد أبلغ سلامه لاخوانه وأبنائه في المنطقة وخارجها مقدما شكره لوقوفهم ودعائهم له.
الى ذلك اكد المعارض السعودي الدكتور حمزة الحسن ان السلطات السعودية ارادت ان تبعث برسالة تهدئة للشارع عندما سمحت لعائلة الشيخ النمر بزيارته . كاشفا عن احد ابناء وزير الداخلية احمد بن عبد العزيز قد مارس التعذيب بحق الشيخ .
وقال الحسن في تصريح خص به «بلادي اليوم«: ان عائلة الشيخ النمر عندما زاراته شاهدت اثار كدمات في وجهه مما يعني انه تعرض للتعذيب. مبينا ان نجل وزير الداخلية هو من مارس التعذيب بحق الشيخ النمر لافتا الى ان ذلك هو سياسة العائلة السعودية، مضيفا: ان الملك فهد بن عبد العزيز كان يطفئ السكائر في جسد فيصل الناصر بعد اعتقاله في لبنان .
وحمّل الحسن النظام السعودي سلامة الشيخ النمر، مؤكدا انه طالما بقي الشيخ معتقلا فأن الجماهير ستواصل الاحتجاج والتظاهر،موضحا ان ذلك الطريق الانجع طالما بقي النمر في السجن .
وبشأن ما تعرضت له بعض المراكز الامنية من اعتداء، اوضح الحسن: ان ما حصل هو حالة من انفلات من المشاعر ادت اليه ممارسات السلطة عندما فتحت النار على المتظاهرين عقب استهداف الشيخ ومن ثم اعتقاله. وقال: ان السلطات تبتغي من وراء ذلك البحث عن الثغرات والتغطية على ما مارسته بحق المتظاهرين والمحتجين. مشددا على انه لا يمكن المقارنة بين عنف السلطة والشغب الذي مورس من قبل بعض الشباب بسب انفلات المشاعر .
واضاف: ان هناك اجماعاً على ضرورة سلمية الحراك الشعبي القائم وان تكون جميع التظاهرات والاحتجاجات سلمية، مبينا ان ما حدث هو بفعل اقلية ويجب ان يدان النظام لانه هو من اوصل حالة هؤلاء الشباب الى هذا المستوى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق